الأحد، 27 يناير 2013

زوجتك نفسي !!



لا تستغرب عزيزي القارئ من هذا العنوان, فأنا أعترف بأنني على بعد خطوات قليلة من قوله والاعتراف بأحقيتي بقوله !!

لمن أقولها وما هي مبرراتي ...هذا ما أنا بصدد الحديث عنه في هذه التدوينة ..وهي تدوينة "شخصية" فلهؤلاء الذين لا يرغبون في قراءة أشياء "شخصية" ....أن لا يواصلوا قراءة ما أنا بصدد كتابته "منعاً للشعور بتضييع الوقت " ..

تقول إبنة عمي "التي لم ألتقيها إلا عبر الفيسبوك " ..أن تصنيفي يقع ضمن فئة
 "multi-personalities= عديدة الشخصيات "....و وصل بها الأمر لتحديد عدد شخصياتي ب"7 شخصيات " ...وأغلب الظن أن هذه الاستنتاج وصلت له من خلال صفحتي الفيسبوكية والتي ربما وبعد مراجعتي لبعض ما أكتبه فيها أستنتج أن الفتاة محقة ...فتتنوع حالتي بتنوع الشخصية التي تسيطر علي في تلك اللحظات...فهناك التي تعشق الشعر وتختار بعض الأبيات بعناية لغادة السمان أو فاروق جويدة...وهناك التي تكتب اقتباسات الكتب التي قرأتها ...ثم هناك التي تنتقد السياسيين جملةً وتفصيلاً ..وهناك التي تكتب أو تشارك بعض النكت من صفحات متخصصة في "التحشيش " ..أجارنا الله وإياكم منه وما يجره من بلاء ...!!

وهناك شخصية عاطفية تسيطر علي بكثرة رغم محاولاتي المستميتة القضاء عليها بتجريدها من الدموع عند مشاهدة فيلم رومانسي ....وهذا ما يفسر تدخل تلك الشخصية الساخرة والتي قد يقتلها الضحك على مشهد يفترض به أن يكون مشهداً مؤثراً جداً ...وهذه الشخصية الأخيرة هي التي قتلت فيني طموح التمثيل لأنني كإنسانة تكتب من فترة لأخرى روايات "في عقلها " ...وعند عمل "الكاستينغ" أو ما يعرف بإختيار الممثلين لأدوار فيلمية مقتبسة عن رواية مكتوبة عقلياً...عادة ما تكون الشخصية الساخرة تجلس على كرسي واضعة إحدى قدميها على الكرسي والأخرى في الأرض تضحك وتعلق على تلك التي تحاول الظهور بمظهر الجادة ....نعم, ربما تصنيفي ضمن فئة Schizophrenic..او منفصمي الشخصية ..ليس بعيداً عن الواقع ...وربما لهذا السبب نفسه أعشق فيلم جيم كيري "Me my self and Irene ".... ولهذا أيضاً أعشق "القناع = The mask " ...والذي تتنوع فيه شخصيات جيم كيري بين خفة الدم واللامبالاة .....وخفة الدم أعشقها ولا أحسبها فيني ..للتوضيح فقط .

ومن ناحية أخرى وللوصول لنقطة "زوجتك نفسي " علي مواصلة شرح بعض الشخصيات التي ربما يقول البعض أنها مجرد خصال من شخصية عامة...ولكن يخلو ذلك من بعض الصحة عندما نضع في الاعتبار أن هذه الشخصيات متكاملة ..بمعنى هناك الصفة الرئيسية ومجموعة صفات صغيرة تتبعها مما يؤهلني لإطلاق لقب شخصيات عليها !

فهناك تلك التي يعجبني نشاطها ..تستيقظ منذ الصباح الباكر لتحضر الشاي وتجلس للمذاكرة وبكل همة  تواصل اليوم وتنظف المنزل وتطبخ و ...وهي شخصية قد نختصرها في طالبة شبه مجتهدة و ربة منزل مجتهدة ...ولكن مشكلة هذه الشخصية بأن هناك شخصية أخرى تعمل على كبح نشاطها وهي الشخصية التي تعشق كلمة سرير بما فيها من معاني عميقة تتمثل في الهدوء النفسي والراحة البدنية ....وهذه الشخصية المحبة للراحة والرفاهية تقتل طموح الطالبة المجتهدة ورغبتها في التفوق ...كما يفعل رفيق سوء ...فهي التي تمنع عملية المذاكرة طوال العام الدراسي ...حتى تقوم تلك المحبة لها بالاستذاكر في الايام الأخيرة ...وتجعل المجتهدة نادمة دائماً على مصاحبتها طول العام ورغم الفروقات الفكرية ...

ثم بعد كل هذا هناك الشخصية التي تحاول "المجتهدة- ربة المنزل " أن تخفيها وتقلل من جماحها .....وهي شخصية كثيرة الحركة ...لا تعمل إلا بصخب ...تحرص على أن يظل صوت المسجل أو مشغل الأغاني مرتفعا وبأقصى قوة ...وتجعل من حياة الشخصيات المحبة للهدوء ...معاناة مستمرة...بسبب القفز المستمر على أنغام الموسيقى...لدرجة أن الرائي قد يخيل له أن هذه الشخصية هي لمغني روك آند رول ...على خشبة مسرح وفي أوج عطائه وبين أكبر عدد من جمهوره ..وهذه الشخصية وللحقيقة ليست عاقلة بتاتاً البتة ...ولا تظهر إلا منفردة ..عندما تتأكد أن الشخصيات الأخرى في نومها وسباتها..وهي نفسها تلك التي تتفاعل سريعاً مع الغرباء ..وتلقي النكات غير عابئة وغير مكترثة وهي نفسها المسؤولة عن ظهوري المستمر بمظهر لا مبااالٍ بتاتاً بما قد يعتقده أحد ...ومشكلتي معها ورغم حبي لها أنها تتصرف على هواها ...فهي  التي يمثل التمرد شريان حياتها .

ونأتي للشخصية العسكرية ...وهي شخصية منضبطة جداً جداً ومشكلتها تحب التعامل مع الناس كأن الجميع يعيش في معسكر لتدريب القوات ..وهي التي تؤمن بأن الحياة معسكر ...وتختار الا أن تفرض رأيها على بقية الشخصيات المغلوب على أمرها....فهي تخبر الشخصية تلك بأن تغير طريقة المشية وأن يكون الذقن مرتفعاً في إشارة للثقة بالنفس...وهي التي تأمر المتمردة بضرورة تخفيض  صوت التلفاز أو المسجل أو مشغل الأغاني ..وهي التي تجبر نفسها على قراءة كتاب معين ...وهي التي أجبرت هذا الجسد على التدريبات الشاقة في المستوى الاول الجامعي تحت عنوان الرشاقة ..مع العلم بأن وزني لم يكن يتجاوز 50 كيلو .....وكم هي متبعة هذه الشخصية ..فلأن الحياة بالنسبة لها معسكر ..فهي تحرص وبشكل غريب على اختيار ألفاظها والتدقيق في الألفاظ التي يتحدث بها البقية ..جاعلة من من يقف أمامها ..شخص يخاف أن يقوم بإختيار لفظ خاطيء !!
وهناك تلك الانطوائية والتي تقتلني بكرهها للإختلاط وعدم رغبتها في الاحتفال ..وحتى عندما ترغب في ذلك ...تفعله بهدوء تـــام ..وأكره جلوسها في المجالس وهي تسبح في عقلها الخاص ..ولا تتحدث مع احد بل تكتفي بالمراقبة والصمت ثم الصمت ...ثم الصمت !

ومن هنا برزت المشكلة ...فعند الجلوس أمام التلفاز ..تأتي كل شخصية ببقية خصالها لتختار قناة لمشاهدتها  ...ولا أكذب عندما أقول ان في بعض الاحيان وفي نفس الغرفة..يكون التلفاز بجانبي مفتوحاً على قناة وبصوته العادي ...وبجانبي اللابتوب .....مرتفعاً صوته لأقصى درجة...وبجانب هذان الأثنان هناك كتاب ما ...ملقي على السرير ..!

ففي الريموت تبدأ الحرب ..ربة المنزل تختار قنوات الطبخ ..ثم تأتي الساخرة وبسخرية تخبرها ب"ع اساس ناوية تطبخيها لينا ؟ "" ...فتصمت ربة المنزل فتقوم الساخرة بفتح قناة إخبارية للتعليق على السياسيين والضحك بصوت مرتفع على أشياء لا يفهمها غيرها ..ومن ثم يأتي منظر مؤثر لتبدأ تلك التي تبكي على الافلام الرومانسية بالبكاء والمطالبة بتغيير القناة لفيلم هندي ...له بالتأكيد نهاية سعيدة ...وهو ما يزعج المنضبطة والتي تؤمن بأن الحياة لا يوجد فيها نهايات سعيدة وأن الواقع يستحق التأمل..لتفتح إحدى قنوات الصحة أو مناقشة الكتب ...مما يزعج المتمردة والتي ربما ترغب في فيلم أكشن...أو برنامج لحل قضايا الجرائم ..أو برنامج غموض ...وهي التي تؤمن بوجود المخلوقات الفضائية والأشباح...لتبدأ الحرب بين الجميع ..فالبعض يذعن ويشاهد أي قناة ولكن دائماً هناك مشكلة بين اثنين !

ومن هنا نبعت جميع المشاكل ...واتفقت جميع الشخصيات على ألا تتفق ...حتى في مجرد اختيار صفات لفارس أحلام ....وعندما ظهرت كل هذه الاختلافات ..اتفقن جميعاً على أن لا يتم الاختيار ...ومن هنا كانت أيضاً الفكرة التي أعجب بها الجميع...وهي فكرة عدم الارتباط إطلاقاً لأنها التي ستدفع بعدد مهول من البشر إلى حافة الجنون .....فكيف سيتقبل شخص واحد كل هذه الاشياء ..مع العلم أن ما تم ذكره مجرد غيض من فيض !!

ومن هنا أيضاً كان الاتفاق الثاني ...وبتوفر جميع هذه الشخصيات ..أخترت وكقرار نهائي ...الوقوف أمام المرآة وبوجود هؤلاء الاكثر من سبع شخصيات "البعض لم يتم ذكرهم"  في الحديث "...قررت أن أوفق رأس أثنين من الشخصيات في الحلال .....واخترت 4 من الشخصيات كشهود ..أثنان لكل جانب ..و إحدى الشخصيات تكون بمثابة المأذون ...وبقية الشخصيات ستجلس على دكة الاحتياط ..أقصد ..كمعازيم ..وها أنا الان وبما أن جميع الشخصيات في شخصي موجودة ...فقد أخترت الوقوف أمام المرآة وترديد عبارة ...زوجتك نفسي...لنفسي !!!
فالحل الوحيد هو أن تبقى جميع هذه الشخصيات مع بعضها ...والحل ...هو "زوجتك نفسي " !
العقل نعمة J
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
هذه التدوينة تم تشذيبها مراراً لكي تصبح مستساغة ...!

الأربعاء، 23 يناير 2013

ذكريات أول يوم دراسي لي في اليمن !

تعودت أن احكي في هذه المدونة بعض من المواقف التي تحدث معي ...والتي لا تغادر مخيلتي مهما كانت قديمة ...

موقف اليوم الذي سأحكي عنه هو موقف منذ الصف السادس الإبتدائي أي عندما كنت في ال11 من العمر ...وكنا قد إنتقلنا من أول منزل سكنا فيه إلى منزل آخر بعد أن قام والدي بالبحث عن منزل بالقرب من مقر عمل  الوالدة ...وفعلاً تم لنا ذلك ...وقام والدي مشكوراً بالتسجيل لي في مدرسة لم تكن بعيدة وفي آن واحد لم تكن بذلك القرب من المنزل ولكنها كانت مدرسة نموذجية مشهورة جداً ب"مديرتها" ...وهي إمرأة لن أنساها ما حييت ..لمواقف أشتهرت بها -_-

حسناً ....وبما أني لا أعرف مكان المدرسة فقد قامت الوالدة بإخبار فتاة تدرس معنا في نفس المدرسة ...وفي نفس السنة ولكن في شعبة مختلفة ...بأن تأتي لإصطحابي في وقت الدوام...ثم ترجعني معها نهاية الدوام ..وهذا لليوم الاول فقط ..وكانت الفتاة تسكن في مكان قريب جداً من منزلنا ولكن لم أعرف مكان منزلها بالضبط ...

بالطبع كان العام الدراسي قد إبتدأ في تلك المدرسة المشهورة بمديرتها البعبع ...ولم أكن أعلم ما أن في صدد الخوض فيه ..ولم يكن لي علم بمدارس اليمن ...فهذه أول مدرسة سأدخلها منذ قدومي قبل حوالي "شهرين "  من السودان .

أخبرتني والدتي ب "أن "فاطمة " ستأتي لتصطحبك معها للمدرسة وسترجعك للمنزل ..وبعد أن تتعرفي على الطريق يمكنك الذهاب لوحدك"  ...جهزت عباءتي السوداء "لأنني لا أعلم الزي المدرسي " في اليمن ...وقررت أن أرتدي طرحة ذات لون برتقالي فاقع ...يسر الناظرين ...على الأقل أنا كنت مسرورة بإرتدائه في ذلك الوقت ...قبل أن أعلم أن هذا اللون يعمل على إجتذاب كائنات مستفزة ...

وقبل خروجي من المنزل ...لمحني والدي وأوقفني ...ونصحني ..بأن أرتدي إحدى الطرح البيضاء التي أشتروها لي ..ولكن بما أنني كنت عنيدة من الصغر فقد أصررت على رأيي وأن هذا اول يوم لي في الدوام ولن يسألني أحد وحتى لو سُألت كلمة "أول يوم دوام لي " ستكون الرد الذي سيسكت الكل ...حاول والدي ولكن ...كان إصراري واضحاً فتركني أذهب لحال سبيلي ..جاءت فاطمة وخرجنا سوياً وكانت هي ترتدي الزي الكامل وتربط حجابها وبشكل أنيق بينما أكتفيت أنا بتمشيط شعري بما يعرف في العامية السودانية ب" شتات " أو "بوب " ...وووضعت الطرحة بطريقة تغطي شعري ولكن بسبب التسريحة لم يكن مغطى بل إن الطرحة كانت معظم الوقت تقع على كتفي وأتركها هكذا !

وصلت إلى المدرسة ...وبعد دقائق كان الطابور لدوام المسائي قد بدأ .....كنت لبعض الوقت "الفتاة القادمة من المريخ" ...لم يكتفي أحد من الحملقة  ...ولم يكن الهمس ليتوقف ..بدأنا الطابور ...فارقتني تلك المسماة فاطمة وذهبت لتقف في طابور شعبتها ..ووقفت أنا مع أشخاص ..لا أعرف لهجتهم ولا أعرف عاداتهم ولا أعرف ماذا يفعلون في طوابيرهم ..

كنت أظن لبعض الوقت أن الأنظار ستتوقف بعد فترة قصيرة وأنني لا يمكن أن أكون حديث ذلك اليوم ..أكثر مما كنت ولكن ....
كنت مخطئة !!
 فأثناء الوقوف في الطابور ...وبعد لحظات قليلة من أخذ كل الطالبات مكانهن ...كنت أسمع صوت يتحدث في ميكرفون..وكان هذا الصوت لأحد الأساتذة "الغير فاضلين بتاتاً البتة " ....كان هذا الأستاذ هو الذي يتأكد من السير الصحيح للطابور ..من حيث الإذاعة والتمرينات الرياضية ....وأثناء ما كان الرجل صاحب اللهجة غير المفهومة يتحدث ....سمعت صوته يعلو..ويزداد علواً مرة تلو الأخرى ..وبما أنه كان في غرفة الإذاعة في الدور الثاني فقد كنت من أولي "الرقاب المرتاحة " فلم أقم برفع رأسي إلا في البداية عندما لم أكن اعلم مصدر الصوت !

وعلمت بعد دقائق بأن علو الصوت لم يكن إعتباطاً ...بل كنت أنا المقصودة به , ولم أكن منتبهة إلا حينما أخبرتني فتاة تقف في الطابور المجاور لطابوري ...بعدها لاحظت أن الجميع ينظر لي و  ....يضحك !!
كان الأستاذ يعلق على طرحتي البرتقالية @_____@ .....فالجميع يرتدي حجابات بيضاء ...إلا هذه الفتاة وغير هذا ..كنت لا أقوم بالتمارين الرياضية لأنني كنت مستجدة ولم أفعل هذه الحركات في حياتي ,,,وغير هذا كله فقد كان يتحدث معي فترة من الزمن ولم أكن منتبه له ....وعندما أخبرتني الفتاة "فاعلة الخير" بأن المقصود هو أنا ...نظرت للأعلى وبكل برود ...وقلت له في محاولة لإيصال صوتي له في الدور الثاني ..."جديدة ...أنا جديدة " ...مع العلم أنني لم أكن افهم من كلامه شيئاً إلا عندما أخبرتني الفتاة بأنه يقول بأنني يجب أن أرتدي حجاباً أبيض اللون ويجب أن أغطي شعري ..ويجب أن أرتدي الزي المدرسي ويجب أن أقوم بالحركات "الرياضية " على حد قول المترجمة ...المهم أكمل الأستاذ "الفاااضل " ...مسح بلاط أرض المدرسة بي ...ثم توجهنا نحو الفصل ..وأكملت ذلك اليوم وكلي أمل بأن تكون الخسائر لليوم هي " مسحة بلاط متقنة وعابرة " !!

نهاية ذلك اليوم خرجت وأنتظرت فاطمة التي من المفترض أن ترجعني للمنزل ولكن .....فاطمة كانت قد ذهبت إلى منزلها وتركتني وحدي أخوض غمار ذلك الطريق الذي لم أحفظه لأن فاطمة كانت سترجعني ..لتتحول فكرة العودة إلى المنزل لشيء أشبه ب "الطريق إلى كابول " ...خطير ...وعر ....وغير معروفة نهايته !!
قررت بعد لحظات تفكيرية ...أن اخرج من المدرسة كخطوة أولية  وهي الخطوة المعروفة علمياً وتاريخياً بخطوة "بيع الحمار" على حسب قصة ملك الدولة العامرية أو خليفة الاندلس محمد بن عامر....عفواً للدخول في مواضيع جانبية ....@_@
خرجت من المدرسة وقررت أن أبقى في أي مكان حولها و أن  أنتظر  فترة ...ولا أدري ماذا أنتظر ..ولكني كنت لا أدري إلى أين اتوجه !!
فجلست  على قارعة الطريق وأمسك دفتراً في يدي ...حينما لاح فجأة شخص أعرفه ......كان هذا الشخص هو ...حسناً لم تكن فاطمة ...بل كان والدي حفظه الله ورعاه ..وكنت في أتم الحيرة في السبب الذي دفعه بالمجيء إلى هنا  ....سلم علي وقال لي ... "كان لدي إحساس غريب أنك لم تعرفي طريق العودة للبيت ...فجئت للتأكد من أنك بخير" .....حفظ الله والدي ورعاه ...كنت في أشد السعادة ..ولا أستطيع وصف ذلك الشعور .......أما فاطمة ..والتي أعتقد أنني أرغب بتغيير إسم مسلسل فاطمة التركي من تحت رأس هذه المخلوقة ...فلا أتذكر أنني قابلتها تلك الفترة ...وربما قابلتها ولكن مخي مسح ذلك الوجه الموحي ب"الضياع" في أكثر معانيه تجلياً من عقلي !!

اهاا...وبعد أن عدت للمنزل ...سألني والدي "  أها سألوك عن الطرحة أو قالوا ليك غيريها او كدا ؟ " ...قلت له لاااااااااااااااا بالعكس خالص ...كلهم عارفيني جديدة ...بس قررت بكرة إن شاء الله البس الحجاب الأبيض ..لأنه شكلي وأنا مخالفة ما حلو ...وبعدين دا كان اول يوم دوام ...بكرة ما عندي عذر @__@

آخر شيء ....بالنسبة للأستاذ الغير فاضل "بتاع الاذاعة " ...فكرهي له ليس السبب فيه "مسح البلاط " بي في أول يوم دوام ...بل كان السبب أكبر من ذلك بكثير ...كانت مشاكل لا أول لها ولا آخر معه ...فيبدو أنه قد "إستحلى " تهزيئي  ...فتمادى في السنة الدراسية تلك بأكملها في السخرية الشديدة والقاء نكت ...لا تعكس بأي شكل من الأشكال أنه مدرس للإسلامية ولم تكن النكت عن شخصي بل كانت عن شعب بأكمله ....سيأتي تفصيل تلك الحقبة في زمن آخر ....
ع العموم ....اللون البرتقالي ورغم ما حدث لي من تحت رأسه ...إلا أنه أحد ثلاث ألوان مفضلة عندي ..ولكن لكي أكون صادقة ..طرحة باللون البرتقالي ....لا توجد في دولابي ..!!!
Yalla  Salam ...C ya soon , hopefully !!!


الثلاثاء، 15 يناير 2013

عن هاشتاق بتكسرني التويتري !


 بسبب الشعور القاتل بالملل خلال الفترة الماضية كنت قد أوقفت الكتابة في المدونة ....وقررت أن آخذ فترة نقاهة !!
وتعهدت أمام  نفسي أن لا أكتب إلا موضوع يستفزني ..سواء بطريقة إيجابية أو حتى سلبية ..
فبعد الملل الشديد الذي أصابني الفترة الماضية بإلاضافة إلى ما يعرف في قوانيني ب"Graduation syndrome = متلازمة التخرج " ..وهو مرض خاص بي أغلب الظن ولن أتحدث هنا عن الأعراض الاخرى غير الملل ...وال Hyperactivity  و الإحساس بشعور الإنضمام لما يعرف ب"العطالة الطوعية " و ...وغيرها من الاعراض x__X

كان الملل قد بلغ مبلغه معي البارحة عندها وقعت عيني بالصدفة على هاشتاق تويتري بعنوان "بتكسرني " ...ولا أدري لما شدني الهاشتاق ...ففتحت الصفحة الرئيسية وتابعت أول بأول جميع التغريدات الخاص به .

توصلت البارحة إلى عدة أشياء ..بعضها لا سبيل لذكره هنا "كالعادة ؟؟ " ...بينما البعض الأخر آتٍ ذكره في هذه التدوينة ...
كان أول ما لفت نظري في كلمة بتكسرني ورغم معرفتي بها منذ سنوات خلت هو أننا كشعب سوداني حتى الرومانسية عندنا بالتكسير @_@ ...ولا أعتقد أنني سأصاب بالذهول في المستقبل القريب وال"غريب" في آن واحد لو علمت أن الكلمة الجديدة للتعبير عن حب شخص ما هي "بتشلتني " ؟! ..يعني جات على الكلمة دي الان ؟!

أغلب الظن أن جلوسي ساعات خلف شاشة اللابتوب ...كان من قبيل الفضول البحت ..فأنا كنت أتابع كل تغريدة و باهتمام خاص...لأنني حقاً وددت أن أعرف العقليات التي أتعامل معها أو حتى تلك التي لا أتعامل معها ..
بعض التغريدات أضحكتني لأبعد حد , والبعض الآخر صدمني لحد بعيد وهنا مناقشة لبعض ما ورد في تلك التغريدات ...
بالتقريب كان هناك عدد لا بأس به من الشباب الذين أختاروا صفة القصر في الطول كصفة "تكسير " ...ضاربين بكلام الفنان الذي غنى "سماحة الزول في الطول والعُلا ..قنبلة " ...عرض الحائط ...ومعها أحلام الفتيات الطوال, وأعتقد أنني وبسبب الصدمة قمت بعمل "فولو"   ل "6 بنات " خلال دقائق...البعض منهن كٌن معترضات على "حكاية الطول " ...وفي الحقيقة قررت إحداهن "مازحةً " حسب ظني ..الزواج من فرنسي...لأنهم هناك يقدرون طويلات القامة على حسب كلامها ....وأنا كمان بقول ..فرنسااا Here we come :P

همم لا يهم ...عودة الى الهاشتاق ....بعض التغريدات جعلتني أفكر وبقوة ...what the hell do you mean ?? ...
مثل أحدهم الذي كتب "بتكسرني النظرة البيئة " وآخر قال "بتكسرني النظرة الهلامية " ..نتضرع الى المولى بالدعاء أولا لنفهم ما هي النظرة البيئة ثم ما هي النظرة الهلامية ...لكي نساعد هذا الجيل الهلامي في تحقيق مآربه الحلمية @_@

وربما أضحكتني بعض التغريدات جداً وكم كنت أرغب في التعليق عليها...ولكن لم أفعل..
يعني مثلاً ...#بتكسرني البتعرف تدق دلوكة " ......غايتو الله يجمعك بإنصاف مدني بتاعتك ف اسرع وقت O.o
وتغريدة أخرى لأحدهم يقول فيها تقريباً "بتكسرني ..البتسمع كلام امها "  @_@... أحسست لدقائق أنني دخلت حفل "سماية = سبوع"  ...أسمع كلام امك ..ما تسمعش كلام ابوك !!

وبشكل عام يمكن تصنيف هؤلاء الذين كانوا يهشتقون إلى (1) "راغبين في العثور على هذه المواصفات " , (2) يعرفون شخص بهذه المواصفات ولا يستطيعون الوصول إليه , (3) "مربطين " مع شخص فيه هذه المواصفات وبالتالي كان كلام التكسير هنا من "حب " موجود سلفاً وأساساً..

بشكل عام ..لاحظت أن الفتيات ميالات ناحية "الجلابية السودانية " ..وبعض الشباب أيضاً ميال لل"بنت السودانية الاصيلة " او ما يعرف ب"بت الرجال " ...وغيرها من المصطلحات !
أكثر شيء خرجت به من هذا الهاشتاق هو صدق عبارة "لولا إختلاف الاذواق لبارت السلع في الأسواق " !!
وددت الكتابة أكثر عن هذه التغريدات ...لأن بعضها كان   فعلا   Interesting  ...ولكن في النهاية
كانت أكثر التغريدات صدقاً من الناحية الحرفية :  بتكسرني ..لما ترميني من الطابق العاشر!

بينما أضحكني قول أحدهم :
"أكتب بتكسرني دي وبتكسرني دي وفي النهاية عرس بنت عمك!# سوداني_ماسورة الله يكفينا شرك"
وأضحكني أن إحدى البنات كتبت #بتكسرني جلحاتك ..." ؟!...ما عارفة والله الفهم شنو انا :D

أما بالنسبة لي ..فقد أمتعتني متابعة ما يكتبه الجميع وموقفي كان ...شبه متفرجة فالشيء الذي أحسست أنه يكسرني وبقوة كان .."سندويتشات الطعمية والشبس بشوية مايونيز وشطة وكاتشب " ..وعبرت عن ذلك بوضوح !
كالعادة ...قد تبدو هذه التدوينة ..غير مهمة ...ولكنني أكتب هنا ما يمتعني ...فقط لأجل المتعة وليس إثارة إعجاب شخص ما ...C ya next time 

الثلاثاء، 1 يناير 2013

حوارات المجانين ..لو تحدث الوطن "الجزء الأول "

المشهد الأول :
يجلس محجوب ودفع الله على كراسي حديدية عند عتبة باب بيت محجوب , كل يوم في 

هذا الوقت يجتمعان في نفس المكان ليناقشا نفس المواضيع , بنفس الطريقة , بنفس 

الجمل والعبارات , كل يوم يجلسان وأمامها القهوة المعدة خصيصاً لهما , كلاهما 

مصاب ب "متلازمة "عدم  الشغلة " ..أحياناً يغيران الجو العام قليلاً ليتحدثا عن أمر طرأ 

ويضعان الحلول وهي حلول لا تتجاوز الكراسي الحديدية التي يضعها ثقل جسديهما 

عليها ..

-         أنت عارف يا محجوب ...أنا أحياناً بفكر لو السودان دا كان "زول " ..قصدي بيتكلم كان اتكلم عن شنو ..؟؟
-         لو السودان كان زول ؟؟؟؟!!!! كلامك عجيب لكن !!!
-         -لا ما عجيب , جاريني بس ...أنت عارف كل يوم من فترة طويلة ما بفكر غير في الموضوع دا ...تقول كان حيقول شنو ؟

-         - والله أنت كان كدا زول فاضي جد ,لكن سؤال وجيه بيني وبينك , والله أظنو كان قال كلام كتير , ما كان حيعرف زاتو يبتديء كلامو من وين ؟

-        -- دا لو قدر يتكلم أصلاً , بس أنا والله أظنه لو جيت وسألتو كيف الحال كان عاين لي من فوق لي تحت كدا ...وأخد ليهو لحظة تفكير وقال لي في الاخير ...الشكية لي الله !!!
-         -- والله كلامك صح , يعني حيبدأ ليك كلامو من وين ولا من وين ؟ عندو 20 الف موضوع يتكلم فيها ..
-        -- أنا من رأيي يبدأ يتكلم عن هيثم مصطفى...يأخ الموضوع دام جنني أنا زاتي , خلي السودان !!
-         -- هيثم شنو يااخ , والله يا دفع الله يا أخوي أنتو ما عندكم شغلة زاتو , كورة شنوا الجاي تتكلم عنها دي وكلام فارغ شنو ...؟؟
-       --  يااخي مالك سخنت معاي كدا , أنا بقول ليك السودان كان حيتكلم عنها ...
-         -- والله السودان دا لو أتكلم كان سبا ليكم  كلكم , يااخي انتو مشكلتكم ما قادرين تفهموا...البلد دي ما فيها كورة , أحنا شعب بنقدر نتكلم في السياسة وما بنطبق , أحنا شعب بنتكلم في الكورة وبعد دا لعيبتنا لو وقفتهم "عراضات في الملعب " والكورة جات ضربتهم ما يصدوا الضربة .
-         --- يااخي بتبالغ  , بالجد بتبالغ , يعني عايز تقول لي كورة مافي ؟؟ والهلال والمريخ ديل بيسووا في شنو ..
-         --- ديل بيزكرونا بي مغصتنا ووجع بطنا , بيزكرونا بي نظام أكل فاااااااشل , نظام تحكيم فااااااااشل , نظام تسجيلات لاعبين فااااااااشل , إدارات نوادي فاااااااااشلة , ولعيبة ....برضو فاشلين , والما فاشل بي مرور الزمن بيبقى فاشل ...
-         --- لا حولااااااااااا , أحبطتني  , ياأخي انت البيسمعك بيقول ما كنت بتشجع كورة في يوم وما يشوف أيامك في شغب الملاعب ايام عزك  ؟ لا لا والادهي من كدا أنك كنت بتشجع الكورة قبل كم يوم وكنت متابع ...دا كلو عملوا فيكم هيثم مصطفى ؟
-         --- الحكاية ما هيثم مصطفى ولا هلال ومريخ , الوضع براهو كان هش , بس مع حكاية هيثم دي في هلالاب خلوا التشجيع ومريخاب خلوا كلمة رياضة سودانية زاتو ...أنت عارف أتحاد الكورة دا لو كان عندو دم ...كان لغى الاتحاد دا  ...أسمعني يااخي خليني من الكورة دي , فكونا منها .
-        --- شايف أنتقال هيثم مؤثر شديد فيك ..على العموم الكورة خليناها , بس والله عندي أمل الكورة السودانية ترجع لي أيام زمان..أيام غلبنا البرازيل في الستينات  و أيام ....
-         --- (مقاطعاً) ..براك قلتها ...زمااااااااااااااااااااان .....اها الان الكورة ماتت بس ما لاقين ليها قبر تدفن فيهو ..
-         --- أنت عارف يا محجوب..أنت ما بعجبك العجب ...
-         --- ما لأني هلالابي بس هههههههه
-         --- هههههههه....والله كلامك صح , خليناها الكورة زاتا , أنا ما عارف ليه أحنا حاصرين نفسنا في مكان ضيق كدا زي الفيران !!
-         -- من ياتو ناحية ؟
-         ---يعني هسة العالم دا فيهو كم رياضة ممكن تتلعب ؟ انا ما عارف خالينها كلها وماسكين كورة القدم ليه !!!
-         --- دا أول شيء  يعجبني الليلة من كلامك القلتو كلو  ...أظنها عقدة عندنا أنو الما بيلعب كورة معناها ما بيلعب , هسة عليك الله لو خلينا الفرق حقت الكورة وركزنا مع ابوبكر كاكي ما كان احسن لينا ..يعني الزول  دا لو كان دربوهو كويس وعرفوا مشاكلوا شنو... ما كنا جبنا الميدالية الزهبية في أولمبياد لندن 2012 ؟؟
-         --- كنا جبناها وبراااااااااحة , والله كاكي دا مناضل عديل كدا ..الله يديه العافية بس..
-         --- ان شاء الله ...الحكاية ما في كاكي براهو ...وما في الريا ضة بس ...حتى الحالة الاقتصادية بقت قافلة شديد ...
-         --- اااااااخ مالك زكرتنا يااخ ..الكورة أرحم والله ..بس أنا سمعت أنو الوضع حيتحسن, خاصة مع زيادة المرتبات الحاصلة دي ...
-        --- مرتبات شنو يا زول الزايدة دي؟؟ , من هنا يزيد المرتب من هنا ترتفع الاسعار بي 85% مرة واحدة ..
-       -  والله كلامك صح ...خليناهو الاقتصاد زاتو ..
-         -- خليهو ..والله أحسن ليك , أنا من أرتفاع الاسعار الحاصلة دي , حلفت ليهم في البيت أغنية الليمونة دي تاني ما أسمعها ..
-         --هههههههههه أنت ما ديكتاتور من زمان , عارفينك انحنا ...
-         -- ما دكتاتور بس زول واقعي ...

في هذه اللحظات رفع المؤذن صلاة المغرب ليتوقف الحوار ....