الاثنين، 13 أغسطس 2012

ليتني كنت ولد ..


بسبب تربيتي وسط اربعة شبان "حفظهم الله " ....كنت دوماً ارغب في أن اكون معهم في كل شيء ......وانعكس هذا علي حتى بعد ان كبرت وامتلأ الرأس شيباً ..فانا لا زلت اعشق لعب كرة القدم والسلة والطائرة ...والانشطة الشبابية الاخرى "ولو ان في هذا الزمن صارت هذه الانشطة نسوية ايضاً بدلاً عن تلك المتعلقة بالخبز وحفلات الشاي ,,,همم لحظة ما زالت حفلات الشاي رائجة @__@ ...على اي حال ...كنت اتساءل دوماً ولا زلت أحياناً عن الحكمة  في انني الفتاة الوحيدة وسط اربع شبان ....
قد تظن عزيزي القاريء أنه وفي نهاية هذا المنشور ..سأتوصل للسبب من وراء ذلك ولكن ....حتى الان لا ادري  ...ولكني أعترف بأن مفاهيمي في بعض الاحيان لا زالت كما هي بينما تغيرت في بعض النقاط .. 
فأنا مثلاً وفي الوقت الحالي ..مرتاحة جداً بأنني فتاة ...ولكن كانت هناك أوقات حرص فيها البعض على تذكيري وبشكل دائم بأنني بنت ....فمثلاً هناك من هم متحسسون جداً من رؤيتي اجوب المنزل وشعري"منكوشاً " ولا ادري لماذا ....رغم انه شعري انا ومن عليه ان يتضايق في حالة الشعور بالضيق هو انا ..ولكن لايهم على اية حال ....فشيء كهذا لا اعتقد انني سأغيره ...ففي بعض الاحيان كنت افكر في أن اول شرط من شروط رجل احلامي هو ان يتقبل نكشة شعري !!! 
ووالله لازلت لا  افهم فيما يتضايق البعض من رؤية الفتاة غير مرتبة .....يعني الموضوع عادي ما مستاهل ....وبالطبع يجدر بي الاشارة هنا الى ان كلمة ان الفتاة غير مرتبة في ذاتها لايعني بالضرورة ان بيتها غير مرتب ...فأنا مثلاً اكره لحظات عدم ترتيب المنزل ..افضل دائماً واحرص على رؤيته مرتبا وخالٍ من الشوائب @__@ 
ورغم هذا فإنني عندما ادخل المنزل من الكلية مثلا او من المدرسة ...أصنع درباً طويلا يوصلك من غير علامات مرور الى غرفتي .....فعند الدخول من الباب ...اتوجه الى الكرسي الموضوع حول المنضدة الموجودة في وسط برندتنا الميمونة ..لأضع عليه ..لثمتي وطرحتي ...منعاً من "ان تصيبهما الكرفسة " ,,ثم اتوجه الى غرفتي ...واضع جزمتي "اكرمكم الله " تحت السرير واضع عليها الشراب ....هممم الشُّراب ...ثم اضع "قلفزاتي " وهو جمع المؤنث السالم لكمة "جونتي " او كلمة قفازات ..حسب الانجليزية المعربة لقاموسي ....في المكتبة "أيوة مكتبة الكتب " ...الغريب شنو يعني ؟؟؟؟!! 
هممم ثم تكتمل الرحلة بوضع بعض الملابس على المكتبة ووضع الشنطة الجامعية على السرير او الكرسي ....وتعليق البالطو على الشماعات "وهو الشيء الوحيد الصح " من الاشياء التي افعلها في نظر البعض . 
ورغم ان البيت يكون مرتب تماماً الا غرفتي ...فأنني ارتاح في هذا الوضع في حالة لم تكن القراءة مزاجي في الوقت الحالي ...الا انني لو قررت ان ابدأ المذاكرة فطريقها يبدأ بيتنظيم المكان حولي ..وكل حي يدور على رزقه ....لا ادري ما التفسير العلم نفسي لهذه الظاهرة المختصة بالدراسة ...الا انني حسب خبرتي في تحليل شخصيتي أعتقد انها نوع من أنواع تضييع وقت المذاكرة .....هممم .....لا ..حقيقةً هو نوع من انواع الوسواس الذي يساروني فأنا اشعر ان هناك شيء ما خطأ في المكان وقد اشعر أيضا بتدني مستوى فهمي ....نتيجة لعدم قدرتي على التركيز على ما أقرأه . 
لا ادري كيف يبتديء الحديث عندي عن الشباب وينهي بي اتحدث عن نظام غرفتي؟؟ وهو نظام يعتقد البعض من الخونة والمارقين والمندسين "انه يجب اسقاطه " ...أحببت كثيرأ هذه الكلمات على السنة المسؤولين السودانيين في الفترة الاخيرة لهذا أحببت أن اشاركها هنا لكي اتذكرها فيما بعد..رغم صعوبة اخراجها من بالي ولو لحظات !!! 
أما ما احببته في كوني فتاة فهو المكياج ...الذي لا ابرع فيه بتاتاً البتة الا انني احب أن اتفرج على المواقع والقنوات المختصة بكيفية وضع المكياج من خبيرات التجميل العالميات ...أمثال علانة وفلانة ...من الائي فارقن الجماعة وتبعن طريق التبرج .وتركن وصمة عار على جبين هذه الامة العظيمة ..عفواً فمن كثرة ما سمعت للشيوخ في بعض الاحيان تتغير عندي الترددات فأستقبل في يدي اشارات مختلفة وترددات غريبة اترجمها كلاماً وسط كلامي الغير مرتب اعلاه ...فلنكمل هممم كما اسلفت فأنا احب حقاً قنوات المكياج واعتقد وأظن "وان بعض الظن اثم " أنه لولا المكياج لضاع مني لقب فتاة ...فأنا أحب الطريقة التي ارى فيها اهتمام بعض الاناث بوضع مكياج العيون ...ثم الوان الماسكرات ....ثم كيفية رسم الحواجب ..وكيفية اختيار لون أحمر الشفاه ...والذي ورغم تعدد الوانه لا زال يطلق عليه احمر الشفاه..في اشارة واضحة وصريحة على اهانة الالوان واختزالها في حزب سياسي معين لايعكس اراء الشعب او اهتماماتهم او قضاياهم من ...اوه عفواً مرة أخرى محطة "داخلة عرض " ..
تمنيت في يوم أن يكون اول ما اقوم به في الصبح هو التوجه الى "المرايا " لكي انظم شعري واشذب شكلي ...وابتسم في وجه نفسي واكمل طريقي وانا كل اهتمام ونشاط وحيوية ...ولكن هذا ليس الواقع ....فمقدار ما اصرفة في السنة على ما يعرف زوراً بمستحضرات تجميلي ...يفوقه بعشرات المرات ما انفقه في شراء "قلفزات " او شرابات او حتى ادوات مكتبية والتي لا اخفي عليك عزيزي القاريء انني مولعة بها ...فكلما دخلت مكتبة أرى حلمي القديم يتجلي ....وهو حلم لا ادري حقيقته ولكن عيني تشع نوراً كل ما نظرت إلى  المساطر او المساحات او الاقلام بالوانها المختلفة ...وهي تزهو وترنو على الرفوف ....وفي كل الاحيان أفكر في ان تكون لي مكتبة خاصة في بيتي فقط لي انا لكي امتع نظري بهذه المشاهد الرائعة !!!!
أعتقد أن هناك شيء جميل في ان تكون شابا ...فهم يتمتعون بميزات كثيرة يدخلون ويخرجون على هواهم ......يرجعوا الى المنزل متأخرين ....لا احد ينتظر منهم شيئاً ..غالبيتهم على الاقل ....كنت اتمنى ان اكون من هذه الغالبية الغالبة على المجتمع التي لايُنتظر منها جميلاً او معروفاً .
هممم.....بطبيعة الحال"لحظات من الجدية"  وحسب رؤيتي للبنات المتربيات وسط العيال ...فنحن نوعان ...النوع الذي يظل يعيش على هيئة ولد حتى يوقفه المجمتع في حده ليقضي الله بعدها أمراً كان مفعولاً ...وهناك النوع الاخر الذي تشعر انها تملك العالم بأنوثتها ورقتها ...مما يجعلك تظن أن البيت عندها عبارة عن "مسكن طالبات " يعج ويرج بهن لكي تتفاجأ بعدها أنها رابعة ثلاثة او خامسة اربع ....من اعتقادي كدكتورة نفسانية غير متخصصة ولا احمل شهادةً "طيب دكتورة شنو " ؟؟ خلونا نكمل ..باعتقادي كدكتورة نفسانية اعتقد ان النوعية الاخيرة هذه تعقد عليّ وعلى اعدائي عملي ...لانهن وبكل بساطة يضربن الحائط بكل ما تعلمته او ماطبقته في حياتي المهنية القصيرة التي ابتدأتها بالتقريب من الامس الاول كدكتورة نفسانية لا اعالج غير نفسي .. 
فترى صاحبات النوعية الثانية ..مهتمات بأنفسهن من كل الجوانب ...فتجد ان صوتها رقيقاً يعبر عن انوثتها ..وتجد ملبسها وهيئتها العامة وحتى طريقة مشيها وجلستها كلها تشير الى نفس الشيء وهو ان هذا  الشخص "فتاة " .... 
من ناحية اخرى تجد النوع الاول والذي افتخر بانتمائي الحزبي له ..فنحن نمشي بطريقتنا الخاصة وفي بعض الاحيان يقفز شخص ما ضاحكاً ليقول لك كلمة تشبه "انتي عارفة انك بتمشي زي طريقة محمد اخوي " .......او ترانا نضحك ومن الضحك نضرب ايدي بعضنا البعض في اشارة واضحة الى الدرجة  التي وصلنا لها من غير جهد يذكر ...وهذا بالاضافة الى الردود الخالية من اي تعبير بناتي او نسائي او حتى شبه انثوي ...ونكتفي بهذا القدر ..لحماية هذه الطبقة المجتمعية من انكشاف سرها وانبثاقه  !!
نهاية هذا المنشور .....أرجو الا تشعر عزيزي القاريء بأنك ضيعت لحظات ثمينة من حياتك لقراءة هذا الكلام ..الذي يبدو لاول وهلة "فاضي" ولكنك تتحقق بعد ان تكمل القراءة انه "فاضي جداً " ومفيد من ناحية اثراء لغوياتك وافكارك ....
اعتقد انني لم اكمل وصفي ..الا انني أعٍد نفسي بالعودة واكمال هذا المنشور في جزء اخر منه على غرار مسلسل باب الحارة التي اعتقد أنني من الذين يعدون بالاصابع ويشار لهم بالبنان ..بأنهم لم يتفرجوا على المسلسل ولم يعرفوا قصته !!!! 
لنا عودة كما أسلفت..إن شاء الله :)


هناك 4 تعليقات:

  1. لست من هواه قراءه المدونات العربيه الا ان طريقه السرد الشيقه التي وجدتها في هذا المنشور هي التي شدتني لقراتها....(نتظر منك مزيدا من هذه المنشورات ^_^)

    M. Noor ヒカル

    ردحذف
    الردود
    1. أولاً ...يسلموا كتير على التعليق المشجع جداً لي ,,,وتانياً ان شاء الله ما اخيب ظنكم يارب

      حذف
  2. ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
    ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
    والله العظيم ابدعتي بكل انواع المقاييس المتداولة عندي ..
    على فكرة انا قارئ قديم لمدونتك العريقه بس هذه اول مرة اتجرئ واكتب كومنت ..
    لا وعلى فكرة دائما اشيك ع المدونة كل فترة وفترة .. والحمدلله الحمدلله كل ثلاثين تشييكه تقريباً القى توبك جديد .. بس فعلا مواضيعك تستاهل الثلاثين تشييكه اللي بتحصل عشانها كل مرة !

    ردحذف
    الردود
    1. يسلموووووووووا joseph >>>والله فعلاً انتو ناس مشجعة جداً ...بس ايش الواحد يسوي ...احيانا الالهام ما بيكونش موجود واحياناً بينزل على حين غرة .....ويسلموا مرة تانية ..أنا كل مرة اقول بحاول اجتهد واكتب كل اللي بيجي لعقلي بس ....مش كل الوقت بلحق عليه !! :)

      حذف