الخميس، 6 يونيو 2013

خُلقت لأتزوج ؟!

كانت حياة جميلة و مستقرة حتى كثُر فيها تكرار كلمة (عريس , اصطياد , زواج ..الخ) و غيرها من المفردات التي تصب في نفس البحر الذي لا ينضب ...وكله على حساب صحتي !

احس أن المجتمع موجه ضدي بصورة كبيرة , بأنني بعد فترة سأضعه ضمن (البلاك ليست) التي املكها , و قد اتحول إلى (انتي سوسيتي) بسبب تصرفاته الأخيرة الكثيرة معي !

لا يكاد موضوع الزواج او اصطياد العريس المناسب يُغلق أمامي في مكان , حتى يُفتح في مكان آخر ...كأن الحياة أصبحت عبارة عن قناة تلفزيونية تخصصت في بث مشاهد مُزعجة ...الفرق أننا نتحكم في تغيير قنوات التلفاز التي تزعجنا و نبقى عاجزين عن تغيير قناة نصائح (اصطياد العريس) في واقعنا !المؤلم !

و رغم أنني لاحظت مؤخراً جداً اهتمام البني آدميين بالحديث في هذا الأمر بكثرة رغم توفر موضوعات أخرى (قاتلة للوقت) بطريقة أفضل, أن هذا الموضوع كان يتم منذ ....منذ الأزل , ربما في حياتي و حياة بقية البنات ...فمنذ زمن بعيد كان يتم تجهيزنا لفكرة الزواج بطريقة أو بأخرى ...ابتداءً من محاولات تعليمنا الطبخ لأن (اقرب طريق لقلب الرجل معدته) و انتهاءً بنصائح مباشرة كلها تصب في مصلحة شخص في وجهة النظر العامة (زوج) , و  في وجهة نظري ...مجرد وجه على شكل علامة استفهام ..لا تُرى ملامحه !

الحديث عن (اصطياد العريس) ازداد طردياً في حياتي نسبةً لأمرين ...
اولهما :- (التخرُج) والذي لو علِمت أن هذه الأهوال ستتبعه لكنت ....
وثانيهما :- موضوع السفر إلى الوطن ..والذي أصبح من كثر ما قام اصدقاء لي بربطه بـ (العريس) يُخيل لي أن ما كان يعرف بأرض الوطن في مخيلتي أصبح  (عرسان لانــد ) , و لا زال البعض يعطيني نصائح عن كيفية (الصيد) في بحر عرسان السودان ...و بالرغم من أنني لا أرغب في أن اكون هادمــة ملذات لنصاحيّ إلا أنها عملية تشبه عملية الاصطياد في البحر الميت ...حيث ارتفاع الملوحة ...و لا وجود للأسماك ...اقصد العرسان !

و إكمالاً لنصائح الصيد و الصنارة و محاولات الادلجة الفكرية لي لأعيش في إطار نفسي ضيق في وظيفة اسمها (خُلقت لأتزوج) ...حدث لي قبل عدة ايام موقف جعلني أشك في أن المجتمع (عــميل) لجهة مجهولة ...و هذه تفاصيل الموقف و الذي - كما اسلفت- جاء  ضمن سلسلة طويلة من المواقف  ...كنت انا الضحية المستهدفة فيها :-

اضطررت قبل عدة ايام لاستئجار (تاكسي) لأنني كنت مستعجلة  وكعادة (سائقي التكاسي) فإن (السُواقة) لا تحلو إلا بالتعارف او تجاذب اطراف الحديث مع من يكون معهم في تاكسيهم , وفي ذلك اليوم كنت انا إحدى المغلوب على أمرهم , بل إنني وصلت للحد الذي كدت فيه أن اقول (ليتني مت قبل هذا و كنت نسياً منسياً ) !!!!!

في التكاسي ( وفي العادة يبتديء الحديث( مع الضحية)  بشكل (عادي) كأن تُسئل عن جنسيتك او مكان توجهك و ماذا تريد من ذلك المكان او الوضع السياسي في بلدك او غيرها من الأحاديث (الصغيرة) التي يقصد بها (قتل الوقت) ..... و كما قال افلاطــون : (مواضيع اصحاب التكاسي ...ما بتخلص ) ..حسناً افلاطون لم يقل هذا !!!!

مررت ذلك اليوم  بكل هذه الخطوات ولكن وصلت لسؤال هو الأغرب , وشعرت بأنه (تدخل ســـافِر) في شؤوني الداخلية كــ (كينونة)  , سألني صاحب التاكسي بعد المرور بتدرجات اطراف الحديث السابق ذكرها عن التالي , والذي و رغم أنني كنت في غياااهب التفكير العقلي ردني إلى الواقع سريعاً قاطعاً حبل تفكيري الطويل و جاءت الاسئلة التالية من دون مقدمات عليها  ...و هذا الحوار :- 

- أنتي متزوجة ؟
- (مذهولة) ...لا !
- معقود عليك ؟
- (مذهولة تربيع) ....لا !
- مخطوبة ؟
- (افكر بعمق...دي الكاميرا الخفية , ثم اجيب ببطء) ....لا !!!!
- الله (يفرجها ) ويسهل لك و تتزوجي إن شاء الله .
- (وقع الدعاء علي موقع الصدمة , خاصة لأن الرجل أعطاني شعوراً بأنني لا أجد من (ارمي عليه بلاي ) فقلت له بكل برود ...(ما للدرجة دي يعني) !!!!!! 
- فأجابني بلهجة حادة (كأنه ولي أمري) بأن علي أن اتزوج لأُكمل نصف ديني !! 
فأجبت عليه بجزء من قناعاتي بأنني احاول أن (أغطي النصف الآخر من الدين ...ذلك الذي لا يختص بالزواج ) ..فأشتدت حدة لهجة الرجل مما أعطاني إحساساً بأن (العريس ع الباب) ...فحصلت بحمد الله بعد أن رميت له تصريح (النصف الاول) من الدين على مُحاضرة مجانية ...تتحدث عن ضرورة انجاب الاطفال لأعتمد عليهم في الكِبر !!!!! ( طيب لو انجبت ..و طلعوا اطفال عاقين ...اعمل شنو انا الوقت داك ؟؟! ..(عقلانيون ؟) !

وددت في تلك اللحظات لو أن صاحب التاكسي كان بإمكانه أن يراني و انا في عمر الـزهور هذا  أقفز من سرير لسرير في البيت و اتحرك ضاربة بكلمة (بنوتة) و (كيوتة) و(انوثة) عرض الحائط و بكل اريحية ...فقط لإُسهم في تثقيفه أن كلمة ( فتاة) وحدها ..ليست كافية لجعلها (ماتريال خام) لزواجة ناجحة !!

وفي الأخير و ختاماً لهذا الموضوع الطويل الذي حاولت اختصاره ...فإن على المجتمع أن يدرك أن خطوتي القادمة لو استمر في تصرفاته أنني سأصبح حقاً (انتي سوسيتي) ... سواء كان ذلك بكتاباتي القادمة على جدران الشوارع العامة ...او ممارساتي لسلوكيات ضارة بالمجتمع ...كتعاطي السياسة بصورة خاطئة (كالبعض) ...لا يهم :/

هناك 3 تعليقات:

  1. سيدتي عليك ايجاد موقعك من الاعراب mbti

    ردحذف
    الردود
    1. تسلم كثيراً على قراءتك لما كتب :)
      و كنت ارجو لو توضح لي اكثر ,,,لأفهم تعليقك بشكل افضل ...
      و اعتذر للرد المتأخر ...فقد شاهدت التعليق الان ..نعم في 2014 :)
      و جزيت خيراً :)

      حذف
    2. جامد جدا تسلمى بجد

      حذف