الخميس، 29 سبتمبر 2011

الرحلة الى المجهول

الرحلة الى المجهول
الطريق الى المستقبل يبدا من الماضي .....والطريق الى غدا يبدأ من اليوم.
ذهب الطفل "أ" الى القطار مع والديه , كان ينظر بدهشة للمحطة والقطار المطلي باللون الازرق ....كان متحمسا جدا ينظر يمنة ويسارا.....يقفز في بعض الاحيان من السعادة وهو مازال ممسكا بيد والده "ب" ويفكر تارة اخرى في حجم هذا القطار .
تزدحم المحطة حولهم باناس مجهولين بالنسبة لهم ولكن الكل يمتلك قصة او رواية او مجرد سطرين في حكاية يكتبها شخص اخر ....شخص مثلي.
"أ" لايفكر كثيرا فيما يفكر فيه من حوله ، كل همه اللعب ...."ج" والدة الطفل حملته ...رغم ثقل وزنه بالنسبة لجسمها الدقيق ...حانت اللحظة هاهو وقت الجد الان ف"أ" اعتاد اللعب بالقطار في غرفته ولكنه اليوم سيكون على متنه مسافرا.
لايدرك "أ" أن الرحلة بهذا القطار مجهولة ..فربما لايعود لهذه المحظة أبدا ....وربما لن يغادرها بسبب حدوث عطل في القطار ....وربما في اسوأ الحالات يخرج القطار عن مساره و الناس على متنه .
بالطبع تلك احتمالات لاينظر اليها ولكنها تخطر على بال والديه .
كانت الرحلة جميلة فبعض الناس تتوقف عند اول محطة ، البعض الاخر في انتظار المحطة الاخيرة ، اخرون لايعلمون الى اين الوجهة .
"أ" يراقب الوضع في كل مرة ينتهي من اللعب مع احد الاصدقاء في القطار .....فهو دائم الحركة بين المقطورات المختلفة ، فتارة في الاولى واخرى في الاخيرة وفي بعض الاحيان لايعرف مكانه ....مما كان يسبب لابويه القلق ....لكنه لم يهتم .
"أ" ينظر من النافذة فتمر عليه ثقافات مختلفة يدرك في عقله الباطن ....انهم مختلفون عنه ....ولربما يستمع للغة من يلعب معهم ويحسها مختلفة ..........ولكن في كل الاحوال هو يفهم طفولتهم وهم كذلك يفهمون طفولته .
في أثناء الرحلة مرض "ب" الوالد .....مرضا شديدا.....سمع "أ" ان أباه قد غادر ولكنه لايستوعب ذلك .........فقد كان اليوم يتحدث معه ويساله عن احواله .....حزن قليلا لفكرة الغياب ولكنه ما لبث ان عاد الى وضعه الاول عندما اخبرته والدته انه سيلتقي والده في نهاية الرحلة .
مضت الايام ... نزل هو وامة "جـ" في محطة لكنه لم يجد والده "اخبرته الوالدة ان هذه ليست نهاية الرحلة .
تنوعت المحطات في حياة "أ" فتارة نزل في اماكن سمع عنها واخري لم يكن يعلم بوجودها... كبر في العمر وكثر تنقله بين المحطات المختلفة .... علم ان والده لم يغادر ليعود ... بل غادر الي غير رجعه فقد مات الرجل .... فهم حينها فقط ان نهاية الرحلة هو الوقت الذي سيلتقي فية والده ... لم يرد "أ " تلك النهاية ولكن لم يستطع فالقطار لو توقف فهو ينتقل من محطة الي اخري باحثا عن محطة يجد فيها مايريحه ... غادرت والدته هي الاخري تلك الرحلة ... حزن كثيرا ... احس بالوحدة .. كان بالامس طفلا ... حوله الكثيرون .....صار اليوم رجلا ولكنه وحيد ,,,,,,,فأطفال الامس كبروا واختاروا محطات اخرى.......تزوج هو وانجب ......وفي يوم من الايام دعته الظروف لكي يأخذ القطار .....علم ماذا يعني ذلك . حزم امتعته وتذكر يوم سافر لاول مرة ..........حان الوقت الان .....اخذ ابنته التي كانت تطير من الفرحة وزوجته معه .....صعدوا القطار ...وكانت الرحلة الى المجهول .
بطريقة او بأخرى تلك هي حياتنا .....مجهولة المحطات ولكن نهاية الرحلة معلوم
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق