الأحد، 2 أكتوبر 2011

مخيمات الصمت

في كل يوم يرفع الليل راسه محاولا ان يرى هل ما زالت الشمس مستيقظة ام انها بدأت تجمع اشعتها الذهبية لكي ترحل .
الليل عندما يأتي يحاول كثيرا ان لايصدر ضجة لكي لايلفت النظر لكنه لايعلم ان كثافته كفيلة بلفت الانظار اليه .....لتبدا الحركة في مخيمات الصمت تخف تدريجيا حتى تصبح تلك المساكن كبيوت الاشباح .
هذه المخيمات –مخيمات الصمت – غريب حالها فهي ليست مثل بقية المخيمات بل في الحقيقة اشبه بسجون ....سجانها "النفس " التي تختلف قوتها وشكلها من شخص الى اخر , بعد ان يحل الليل تغلق "النفس " أسواره .....ليصبح قاطنيها مجرد مساجين .....في اعتقادها انها تحميهم من بطش العالم ....ولكنها لا تدري ما ذا تفعل فيهم ؟؟
في كل ليلة يستيقظ "ضمير" الذي يشبه القمر كثيرا فهو يستمد ضوئه من الشمس , فهو في بعض الحالات منير جدا وفي حالات اخرى "باهتا" يشبه شخص أعياه طول المرض ......."ضمير " يدور حول كل خيمة وفي ظلام الليل يتنقل ويهمس وعندما يحاول المساجين تجاهله يصرخ وبصوت عال ,
الكل في هذه المخيمات لا يعلم ان المشي وراء ضمير ....سيكون مخلصهم ....فالوحيدون الذين علموا ذلك هم الان احرار ...يعيشون حياة أرادوها .

لا يعلم قاطني مخيمات الصمت أنهم ليسوا وحيدين ...فهي تحتوي على اشخاص بجانبهم .
"هذا" هو أحد ساكني المخيم دخله مغصوبا عليه لانه رأى مالم يفترض به أن يراه ......"ضمير " كعادته قدم اليه محاولا اقناعة بالحديث حاول ان يقنعه بالخروج عن صمته .......ولكن ما ان تسمع "نفس " هذا الكلام حتى تأتي عازمة محاولة القضاء على "الضمير " ......لكن هذا الشخص مختلف فقد نجح ضمير في اقناعه ......مما دفع "نفس الى فتح البوابة وهي خاضعة منزلة رأسها وتشعر بالخيبة الكبرى لانها فشلت !!
يخرج "هذا " من المخيم ولكن سرعان ما يدخله شخص اخر .....فبعض سكان المخيم طالت مدة اقامتهم لسنوات والبعض قضى هناك ودفن واخرون لا يجلسون فيه مطولا .
في مخيمات الصمت كل يحمل قصة ....ربما ربما حوله الكثيرون يحملونها ولكنه على اية حال لن يعلم ذلك او ربما ليس في مزاج جيد للحديث معهم !!

مخيمات الصمت هي مخيمات سرية جدا .....فالجهات المختصة لاتعلم بها .....ففي العادة لا يراها الا من يدخلها .
"شخص ما " أحد قاطنيها ولسنوات طويلة وبعد معرفته بهذا المكان وما فيه من تعذيب وقسوة ......قرر الابلاغ عن المكان ولكن هيهات ...............فما ان خرج منه فقد اثره ....
يشرق الصبح وسكان ذلك المكان يروون انهم عادوا الى المكان الذي كانوا بالامس فيه ...فيأتي الليل ليتكرر المشهد مرة اخرى ,


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق